Posts Tagged ‘ورقاء’

حكاية قصيدة

أكتوبر 23, 2010

قصيدة عز ورقائية نزلت في السليمانية عام 1853م-1271هـ (باللغة العربية)
طلب العلماء من حضرة بهاء الله ان يكتب قصيدة تضاهي في اسلوبها وقافيتها تائية الشاعر ابن الفارض فاستجاب لطلبهم وارتجل حضرته 2000بيت من الشعر مما سحرهم وادهشهم واعجبهم واثنوا على القصيدة واقروا بانها فاقت تائية ابن الفارض عمقا وجمالا وروعة.
علما من حضرته ان موضوع القصيدة يصعب فهمه على البشر – تمجيدا للحورية التي ترمز لروح الله – واختار 127 بيتا فقط سمح بتدوينها)
واذا ماتذكرنا بأن حضرة بهاء الله كان فارسيا ولم يدخل مدرسة يتعلم فيها معضلات اللغة العربية فمن الناحية الادبية وحدها تدل القصيدة على عبقريته المستمدة من الروح القدس
ويستعمل حضرة بهاء الله في قصيدته هذه الفاظا غنية في معانيها تنصهر فيها الكلمات لتنبعث الحانا روحانية تصدح في جوقة سماوية وغالبا مايستخدم كلمة او اثنين ليرمز الى اية من ايات القران الكريم او الى حديث من الاحاديث النبوية الشريفة فيتمكن بهذه الطريقة ان يورد من الاشارات ويجمع بينها في البيت الواحد لتدل على مجموعات من الايات القرانية ويكشف عن اسرار الوحي الالهي .
فكل بيت من ابيات القصيدة كالمحيط تغذيه انهر عديدة تفيض معا وفي اعماقها تستر لالئ لاتعد ولاتحصى من الحكمة والعرفان.
وبعد عودته الى بغداد كتب حضرة بهاء الله لقصيدته هذه بعض الحواشي ضمنها المعنى بالفارسية لبعض الكلمات الصعبة وشرحا لبعض الابيات الغامضة في القصيدة وفي موقعين او ثلاثة اشار الى خروجه عن قواعد اللغة حسب الظاهر وقد برر ذلك مااقتضته متطلبات القصيدة.
يدور موضوع القصيدة حول تمجيد الروح الاعظم وتبجيلها فقد تجلت تلك الروح لحضرته في شكل رمزي على هيئة حورية من حوريات الجنة
وهناك حوار بينه وهو صاحب الرسالة الالهية وبين الروح القدس ممثلة بالحورية
فيمجد فيه صفاتها وبهاءها
ويستذكر من جانبه معاناته في السابق
متحدثا عن قسوة اعدائه له في سجنه مكبلا بالسلاسل والاغلال
ويصف حزنه ووحدته
ويؤكد بكل عزم تصميمه على مواجهة الرزايا اللاحقة في سبيل الله بكل فرح وثبات
وتستعرض القصيدة العلاقة بين شخص المظهر الالهي والروح القدس التي تدعمه وتنفخ فيه الحياة كما تلقي الضوء على مدى سعة ممالك الروح الالهية التي بعثت منها الرسل

المرجع :كتاب ظهور بهاء الله (أديب طاهر زاده) الجزءالأول